العنف في دارفور قد يتفاقم رغم جهود الامم المتحدة
الأمم المتحدة (رويترز) - قال الامين العام للامم المتحدة يوم الجمعة ان العنف ضد المدنيين في منطقة دارفور السودانية ربما يزداد سوءا رغم صدور سبعة قرارات من مجلس الامن الدولي واربع سنوات من الجهود الرامية لانهائه.
وقال الامين العام بان جي مون في بيان "في مثل هذا الاسبوع قبل اربعة اعوام بدأ مجلس الامن متابعة قضية دارفور للمرة الاولى." واضاف "الوضع ما زال مروعا اليوم مثلما كان.. ان لم يكن اسوأ."
وقال "العنف الذي يستهدف المدنيين بمن فيهم النساء والفتيات يتواصل بمستويات تبعث على القلق دون محاسبة او نهاية في الافق" وما زال يتعين على الخرطوم والمتمردين ان "يضعوا اسلحتهم ويتعهدوا بالتوصل الى تسوية سلمية."
واضاف "لا يمكن لعملية حفظ سلام ان تكون فعالة الا عندما يكون هناك سلام للحفاظ عليه."
وجاءت تصريحات بان في اعقاب الرسالة التي بعث بها اليه مبعوث الرئاسة الامريكية لدارفور ريتشارد وليامسون يحثه فيها على سرعة نشر قوات حفظ السلام في دارفور وضمان وصول 3600 فرد اضافي من قوات الجيش والشرطة الى هناك بحلول يونيو حزيران.
ولم يصل الى دارفور سوى حوالي 9000 من قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي المزمع نشرها هناك والبالغ قوامها 26 الف فرد.
وحملت الحكومات الغربية الخرطوم مسؤولية البطء في العملية قائلين انها ارجأت الموافقة على تشكيل القوة ووضعت عراقيل غير ضرورية.
ويشكو مسؤولو حفظ السلام التابعون للامم المتحدة من نقص طائرات الهليكوبتر الضرورية لنقل القوات في انحاء دارفور التي تعادل مساحة فرنسا تقريبا. ويقول بعض الدبلوماسيين ان الولايات المتحدة وروسيا لم تمارسا ضغوطا كافية على الصين للتأثير على الخرطوم لوقف محاولة تأجيل نشر القوات.
وقال وليامسون في مقابلة اجرتها معه رويترز يوم الخميس ان هذه المشكلات لا يجب ان تستخدم "كذرائع" لتأجيل نشر القوات وحث الامم المتحدة على التحرك بشكل عاجل.
ولم تعرض واشنطن المساهمة بقوات او طائرات هليكوبتر لكنها تعهدت بدفع نحو 500 مليون دولار لبناء مخيمات وتدريب مهمة حفظ السلام في دارفور ومعظمها من الدول الافريقية وامدادها بالعتاد.
واوضح بان ان الاجراءات التي اتخذها مجلس الامن بشأن دارفور على مدى الاعوام السابقة لم يكن لها تاثير يذكر على وقف العنف.
وقال بان "على الرغم من ان مجلس الامن اصدر سبعة قرارات تتعلق بدارفور منذ عام 2004 الا ان الصراع ومعاناة سكان دارفور لا تزال تتواصل."
وتابع "نتيجة الهجمات المتواصلة التي تشنها قوات وجماعات مسلحة اضطر اكثر من 100 الف مدني للفرار من العنف خلال هذا العام فقط بمعدل الف شخص يوميا."
وتشير تقديرات الخبراء الدوليين الى ان حوالي 2.5 مليون شخص شردوا وقتل 200 الف خلال خمسة أعوام من العنف في دارفور الذي تصفه واشنطن بانه ابادة جماعية. وتنفي الخرطوم حدوث اي ابادة وتقول ان العدد الاجمالي للقتلى 9000.
من ناحية اخرى ابلغ بان مجلس الامن الدولي في تقرير جديد بان قوة حفظ السلام المقرر نشرها في دارفور تحتاج بشكل عاجل الى المزيد من طائرات الهليكوبتر اذا كان يريد ان تكون فعالة على الارض.
لكنه قال انه يسرع من وتيرة نشر القوات في دارفور بدءا بوحدات مصرية واثيوبية.
واضاف بان انه في اعقاب نشر هذه الوحدات ستصل الى هناك قوات من تايلاند ونيبال.
ونشر قوات غير افريقية في دارفور كان يمثل حساسية بالنسبة للخرطوم التي تصر على ان تكون قوة حفظ السلام "اغلبها" افريقية.
وقالت ماري اوكابي المتحدثة باسم بان ان الخرطوم وافقت رسميا على نشر القوات التايلاندية والنيبالية رغم ان سفير السودان لدى الامم المتحدة اشار الى ان الخرطوم قد تكون مترددة.
وقال السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم لرويترز "سوف نستنفد جميع الاحتمالات بالنسبة لقوات من افريقيا... وبعد ذلك سننظر في امر قوات من دول اخرى بالتشاور مع الحكومة وموافقتها."
من لويس تشاربونيو
Un giornalista Svizziro ha visitato il Darfur